بيان : لن أخدم فى الجيش المصرى ، و أتحمل النتائج

ar
en

أنا ممكن أتقبل أنى أفقد حريتى غصب عنى ... لكنى معنديش أستعداد أنى أتنازل عنها بأرادتى الحرة

يوم الأتنين اللى فات – 18 أكتوبر 2010 ، تم أبلاغى بالقرار النهائى للمؤسسة العسكرية المصرية ، بترشيحى كظابط احتياط بالقوات المسلحة ... و من المفترض أنى أقوم بتسليم نفسى لمنطقة التجنيد التابع ليها يوم الجمعة القادم 22 أكتوبر 2010 ، علشان ينقلونى لكلية الظباط الأحتياط بفايد ، و أبدأ خدمة عسكرية إلزامية لمدة 3 سنوات

طول الفترة اللى فاتت ، كنت بفكر كتير فى القرار السليم اللى المفروض أتخذة فى الموقف دة ... أنا ناشط ليبرالى من 2005 ، ناديت كتير بأفكار الفردانية و الحريات الفردية ... أتكلمت و كتبت كتير ضد نظام يوليو العسكرى ... نقدت الأفكار القومية و الفاشية اللى سيطرت على السياسة المصرية من ساعة صعود العسكر لكرسى السلطة ... أتكلمت و دافعت بشدة عن حق الشعبين المصرى و الأسرائيلى فى التعايش السلمى ، و فى أنهاء حالة الصراع المستمر بينهم ... و رفضت التحرشات المستمرة اللى بيقوم بيها النظام المصرى تجاة أسرائيل زى دخولة بدون مبرر فى حرب 48 ، و أعتدائة على حق أسرائيل فى الملاحة فى المضايق الدولية ، و دعمة للأرهابيين اللى بيقوموا بأعمال أرهابية ضد المواطنين الأسرائيليين ... و فى أبريل 2009 أسست حركة " لا للتجنيد الإجبارى " ، كأول حركة مصرية تروج لأفكار السلامية ، و حق المصريين فى الرفض الواعى ، و عن تميز نظام التجنيد الأختيارى عن نظم التجنيد الإلزامية

فكرت كتير ، و كان القرار أنى هرفض تأدية الخدمة العسكرية فى مصر .... و هتحمل النتايج أيا كانت ، رغم علمى أن النتايج هتكون فادحة بأعتبارى اول شاب مصرى بيعترض على الحدمة العسكرية الإجبارية بسبب معتقداتة السلامية

قرارى دة لية أسباب كتيرة جدا
- منها أنى سلامى Pacifist ، ضد حمل السلاح ، و ضد الأنضمام للتشكيلات العسكرية و شبة العسكرية ... و قبولى للتجنيد هيبقى إجبار ليا على مخالفة معتقداتى الضميرية ، و مبادئى الأنسانية ... وانا معنديش أستعداد أخالف ضميرى و معتقداتى ، مهما
كان التمن

- برضة أنا معنديش أستعداد أنى أكون قطعة شطرنج فى سباق التسلح و الصراعات و حمامات الدم اللى بتغمر المنطقة ... أنا معنديش أستعداد أنى أرفع سلاح فى وجة شاب أسرائيلى ، مجند إجباريا ، بيدافع عن حق دولته فى الوجود ... معنديش أستعداد
أبقى رقم بيلعب بيه الجنرالات فى بيزنس الحروب فى الشرق الأوسط

- كمان أنا شايف أن التجنيد الإجبارى نوع من العبودية ، و أنى حد حر ... أنا ناضلت سنين طويلة علشان حريتى ، ناضلت ضد بيتى و جماعتى الدينية و المجتمع و أجهزة الشرطة ، و دفعت تمن حريتى كويس ، و كسبتها ... دلوقتى أنا معنديش أستعداد أنى أسلم حريتى بأيدى لعصابات من العسكر ، كل اللى بيعرفوا يعملوه هو القتل و الذبح و سفك الدماء ... أنا أشرف من أنى آخد تعليمات من عسكر

- فوق كل دة ، أنا مدرك لحجم الدعاية المخابراتية اللى قامت بيها المؤسسة العسكرية ضدى طول الفترة اللى فاتت ... و أتهاماتهم المتتالية ليا بالعمالة و الخيانة و العمل لصالح جهات أجنبية ... و بعد حجم و شراسة الدعاية ديه ، أصبحت أتخوف على حياتى و سلامتى الجسدية فى القوات المسلحة ، و خصوصا فى ظل منظومة قانونية بتمنع وجود رقابة على الأنتهاكات اللى بتحدث جوا المؤسسة العسكرية ، و فى ظل وجود القضاء العسكرى اللى هو غير محايد ، و جزء من المؤسسة العسكرية اللى بتتهمنى بالأتهامات دى ... حرصى على حياتى و على سلامتى الجسدية ، يخلينى أتقبل سنين سجن ، أفضل من المغامرة بتعرضى للأغتيال جوا الجيش

لكن مش معنى كلامى أنى متهرب من الخدمة العسكرية ... أنا مش هربان ... أنا رافض مش هربان ... أنا مقيم فى نفس العنوان المكتوب فى بطاقتى ، و الموجود عند أدارة التجنيد و التعبئة ، و الأمن الحربى و المخابرات ، و اللى مكتوب فى خطاباتى لوزير الدفاع و رئيس الوزراء و رئيسى مجلسى البرلمان و رئيس الجمهورية ... أنا مش مستخبى فى أى حتة ، و الشرطة المصرية تقدر تقبض عليا فى أى لحظة ، و انا نفسى على أستعداد كامل لتسليم نفسى للقضاء بمجرد علمى أنى أصبحت مطلوب

بس أحب أأكد على أنى لسة شخص مدنى ... الشخص بيبقى عسكرى بعد أستخراجة لكارنية مجند ، و تسليمة لوحدتة ، و أرتدائة الزى العسكرى ، و مفيش حاجة من دول حصلت معايا ... أنا هنا بأكد على أنى شخص مدنى ، محصلش أنى أنضميت للقوات المسلحة ، و بالتالى من حقى أتحاكم أمام القضاء المدنى ... و أى محاكمة ليا أمام القضاء العسكرى تمثل أنتهاك لحقوقى كشخص مدنى

برضة أأكد على موقفى القانونى ، بأنى قانونا متخلف عن الخدمة العسكرية ( مش متهرب ) ، و المتخلف ملهوش عقوبة قانونية غير أنة لما يروح يتجند بعدين ، بيتجند سنة زيادة ... و بالتالى مش من حق المؤسسة العسكرية القبض عليا ، أو أقامة أى دعوة قانونية ضدى بخصوص عدم ذهابى للتجنيد فى الموعد المحدد

أنا عارف أن قرارى دة معناه أنى هدفع تمن غالى جدا ... معناه أنى هفقد حقوقى السياسية لمدى الحياة ... معناه أنى مش هقدر أسافر برا مصر لفترة طويلة ... معناة أنى هلاقى صعوب فى أنى أشتغل ، لأنى معيش الشهادة العسكرية ... معناة أنى هتعرض لمضايقات أمنية بأستمرار بسبب موقفى من الخدمة العسكرية .... و فوق دة كلة ، ممكن أتعرض للسجن أكتر من مرة ، و لفترات طويلة

بس الحرية ليها تمن ... و انا حد حر ، و معنديش مانع أنى أدفع تمن حريتى .... بتضحيات زى دى قامت ديموقراطيات عظيمة فى أوربا و أمريكا

- تضحيات النشطاء الأمريكان فى السبعينيات ، و أحكام السجن المتتالية اللى صدرت ضدهم ، كانت هيا التمن اللى أتدفع فى مقابل أنسحاب الولايات المتحدة من فيتنام ، و أنهاء الخدمة العسكرية أمريكا

- تضحيات نشطاء أوربا الشرقية ، اللى أتقتل بعضهم ، و أتسجن عدد كبير منهم ، علشان يوقفوا المذابح العرقية فى اوربا ، و يحولوا أوربا من مكان بتتطاحن فى الأعراق لأتحاد أوربى قوى بيمارس دور محترم جدا فى السياسة الدولية ، و فية معايير حقوقية عالية جدا مش موجودة حتى فى أمريكا

- تضحيات الجنود الأسرائيليين السلاميين ، و اللى تعرضوا للسجن كتير اوى علشان ميرفعوش سلاح فى وشنا ... تضحياتهم دى لا تستحق منى أقل من أنى آخد نفس الموقف ، و أرفض أشيل سلاح فى وشهم ... أنا جزء من جركة الشعوب اللى أختارت السلام ، و بترفض الحرب و الدم

بموقفى دة ، أنا حابب أنى أسجل موقف فى تاريخ العلاقة فى مصر بين المؤسسة العسكرية و المواطنين المصريين ... و أتمنى ييجى اليوم اللى يرجع فية الجيش المصرى لثكناتة ، و يتوقف عن التدخل فى السياسة ، و تتحول مصر لدولة مدنية مافيهاش سلطات للعسكريين على المدنيين ، و تتلغى المحاكمات العسكرية و تصريحات السفر و رقابة المخابرات على الصحف و دورها فى الصراع السياسى و الحفاظ على النظام العسكرى ... أتمنى ييجى اليوم اللى تتحول فية مصر لدولة ليبرالية عالمانية ، تحترم قيم الفردانية و السلام و حرية الأفراد فى الأختيار ، و تتبنى مفاهيم الحرفية و الحداثة فى فلسفتها لتكوين جيشها الوطنى

مايكل نبيل سند
20 أكتوبر 2010

Country